الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

مفهوم بيئة التعلم :
هي المناخ المحيط بعملية التعلم ، وهي أحد العناصر الهامة في بناء عمليات التعلم وتعزيزها وإثرائها ونجاحها في تحقبق تعلم فعال .
وتمثل بيئة التعلم القاعدة الرئيسة التي تنطلق منها عملية إصلاح التعليم ، وتحسين نتاجاته .









المكونات الرئيسة لبيئة التعلم :
تشتمل بيئة التعلم على المكونات الآتية :
1. بناء بيئة من الاحترام والمودة :
• مبادرات المعلم المستمرة في إيجاد :
( أ ) علاقات حميمية تربطه بتلاميذه
( ب) علاقة إيجابية بين التلاميذ أنفسهم .

العائد التربوي

• شعور التلاميذ بالأمان والتقدير .
• طرح الآراء بجرأة وشجاعة .
• نمو روح المبادرة
• تنامي التفاعلات الاجتماعية السوية
2. بناء ثقافـــــــــــة التعلـــــــــــــــــــــم :
أدوار المعلم العائد التربوي
• تحويل التلاميذ إلى باحثين عن المعرفة
• تدريب التلاميذ على امتلاك طرق وأدوات ووسائل التوصل للمعلومات .
• تقدير ذكاء التلاميذ ، والثناء على مبادراتهم .
• توظيف أسلوب الحوار والمناقشة . • شعور التلاميذ بأهمية ما يتعلمون .
• ارتفاع معدل توقعات التعلم لديهم مما يؤدي إلى تنامي الدافعية ، والمبادرة والرغبة الحثيثة في التعلم .




3. إدارة الإجراءات الصفية :



4. إدارة سلوك التلاميذ :
أ - يشتمل على ثلاثة عناصر :





ب – دور المعلم :
تحديد مجموعة من المعايير السلوكية المتفق عليها بين المعلم والتلاميذ خاصة بضبط السلوك، شريطة اتصافها بالموضوعية ومناسبة المستويات العمرية ، وتؤدي إلى :





5. تنظيم المكان ( الفراغ الحسي ) :
• تأمين سلامة حركة التلاميذ داخل بيئة التعلم .
• سهولة الوصول إلى الأدوات والوسائط الخاصة بعملية التعلم









تحقيق السلامة والأمن الصفي
استخدام المكان له أهمية كبيرة في بيئة التعلم ، ومن العناصر الهامة في توظيف البيئة الحسية للتعلم ما يتعلق بالسلامة ، وشعور المتعلم بالأمن الصفي مما يجعل التعلم في متناول التلاميذ جميعهم .










إدارة استخدام المصادر المادية للتعلم
تتوفر في بيئة التعلم الحديثة الأدوات والوسائل والمصادر التي تزيد من فاعلية عملية التعلم والتعليم ، كما تثير دافعية التلاميذ وتواصلهم مما يؤدي غلى نتائج إيجابية ملموسة ، ومنها:





ويقتضي توظيف الأجهزة بطريقة فاعلة امتلاك المعلمين لمهارات الأستخدام، وإدارة الأجهزة والأدوات وتنظيمها داخل بيئة التعلم، وتتطلب الإدارة الفاعلة لهذه الأجهزة من المعلم التأكد مما يأتي:

1 توفير الأجهزة والأدوات والمصادر المحددة في الخطة الدرسية والتأكد من سلامتها .
2 التوظيف السليم للمصادر والأدوات ومراعاة المدة المناسبة خلال العمل الصفي .
3 وضع الأجهزة في المكان المناسب داخل بيئة التعلم ، وتوافر العدد الكافي منها .
4 اختيار المراجع والكتب والخرائط وغيرها من المصادر التي تخدم نشاطات التعلم .



النظام الصفي
يؤدي وجود المعلم وسط مجموعة من الطلبة داخل بيئة التعلم إلى خلق تفاعل حتمي بين المعلم وطلابه ، والطلاب بعضهم بعضا .
وتحتاج عمليات التفاعل إلى ما يلي :




ويستخدم في هذا الطرح مصطلح الضبط ( control ) كرديف لمصطلح النظام (Discipline (، ويشير يبرجر ((Berger إلى أنه لا يمكن لأية جماعة الاستمرار في البقاء دون ضبط اجتماعي .
وفي ضوء هذا الفهم فإن الفصل الدراسي كجماعة في إطار المجتمع المدرسي بحاجة إلى النظام والضبط الاجتماعي من خلال أساليب وإجراءات محددة لاستمالة التلاميذ وتعويدهم الالتزام بمعايير وقواعد الالتزام بالنظام الصفي ، ومن هنا نستطيع الوقوف على مفهوم النظام الصفي بأنه مجموعة القواعد والأنظمة والإجراءات التي يمكن من خلالها إيجاد أجواء صفية منظمة ماديا ومعنويا مما يؤدي إلى تعلم فعال منتج.



مظاهر النظام الصفي
من مظاهر النظام الصفي ما يأتي :
1 بيئة تعلم: شائعة ، جاذبة ، منظمة ، أمنة
2 التزام التلاميذ بالأساليب والإجراءات المحددة لحفظ النظام الصفي
3 أجواء تعليمية تتسم بالحب والاحترام ( تواصل بناء)
4 وجود مساحة من الحرية المقننة ، والبعد عن الترهيب
5 انشغال التلاميذ واندماجهم في عملية التعلم
6 مبادرة التلاميذ بتقديم أفكار مبتكرة تنطوي على الجرأة
7 مشاركة التلاميذ في إنتاج المعرفة ( تعلم ذاتي ) .
8 مساهمة التلاميذ في في بناء بيئة التعلم المنظمة .
9 شعور التلاميذ بالاهتمام والرعاية مما يولد الإبداع ، والتألق الفكري .
10 مخرجات تعلم عالية ، وانتاجية كبيرة .

شخصية المعلم وإدارة بيئة التعلم :
تلعب شخصية المعلم وما يتسم به من صفات وقدرات على إدارة بيئة التعلم وتحسينها أدواراً فاعلة ، وعادة ما ينظر إلى حفظ النظام الصفي كأحد مؤشرات قوة الشخصية لدى المعلم ولا سيما في مواجهة وتذليل المشكلات الصفية بما يمتلكه من أساليب فاعلة في الضبط الصفي تؤدي إلى تذليل الصعوبات والمشكلات الصفية الناشئة عن عوامل شتى من بينها :





أما سمات المعلم القادر على إدارة بيئة التعلم ، فأبرزها ما يأتي:-













ملاحظة سلوك الطلبة وإدارتها
تمثل الملاحظة أحد الأساليب الفعالة في منظومة إدارة وتنظيم بيئة التعلم، وهي عملية تتصف بالاستمرارية امتابعة كل ماله صلة بالعملية التعليمية/ التعلمية، وتدخل ضمن أدوات أو أساليب تقويم أداء الطلبة فيما يرتبط بالسلوك او التحصيل الدراسي، وبالتالي فإن الملاحظة تاخذ دورا هاما في تعديل السلوك وتفعيل عملية التعلم من خلال تعديل الملعم لاساليب التدريس وأدواته عند ملاحظته لطلبته ولنفسه في الوقت ذاته .
وتوظيف أسلوب الملاحظة بإيجايبة في إدارة بيئة التعلم يعتمد على ما يأتي :
• الخبرة والمهارة الشخصية والفطنة لدى المعلم .
• درجة اهتمام المعلم بتلاميذه وإحساسه بالمسؤؤلية تجاههم ، وتجاه ما يقدمه من معارف ومهارات ونماذج سلوكية وغيرها .


أنواع الملاحظة

1. الملاحظة المباشرة .
2. الملاحظة غير المباشرة : تعتمد على الحواس سواء بالمشاهدة أو السماع.
وقد تكون الملاحظة بتوظيف أدوات مساعدة مثل التصوير او التسجيل الصوتي ، ويلاحظ المعلم في تلاميذه ما يأتي :
 المظهر العام: النظافة ، الملابس ، ملامح الصحة العامة .
 تطور نموهم : اللغوي ، المهاري ، المفاهيمي ، الأدائي .
 السلوك والتصرفات .
 أداء الواجهات والمهام والتكليفات .

م الأداة توظيفها
1 بطاقات الملاحظة • بطاقة سابقة التجهيز .
• يدون عليها المعلم مجموعة من التساؤلات ذات الصلة بالموضوع المراد ملاحظته ، او السلوك المراد علاجه .
• يقوم المعلم كملاحظ بالإجابة عن هذه التساؤلات .
• تجميع وتصنيف المعلومات وجعلها الأساس في توصيف العلاج السلوكي .
2 كتابة التقارير • يقدم المعلم كل المعلومات التي يعرفها عن التلميذ من خلال الاحتكاك والخبرة السابقة والملاحظة لمدة معقولة .
• تختلف التقارير باختلاف الغرض منها : متابعة موهبة أو حالة أو سلوك معين .
3 التقارير التراكمية • تقاير دورية .
• تتصف بالشمولية والاستمرارية والاتساع والدقة .
• تحفظ في ملف التلميذ وتنتقل معه من مرحلة إلى أخرى .
4 الدراما الاجتماعية • ملاحظة سلوك التلميذ في حالة معينة مثل : ( يوم المستثمر الصغير أو الإداري الواعد) ...... .
• يقوم المعلم بملاحظة السلوك خلال ممارسة هذه الادوات والإفادة منها في تطوير قدراتهم وميولهم .
أدوات الملاحظة :









أهمية القواعد و الإجراءات في إدارة البيئة الصفية
تعتبر القواعد و الإجراءات الصفية من الآليات التي يستخدمها المعلم في إدارته للبيئة الصفية ، و القواعد عبارة عن توقعات أو معايير عامة توجه و تحكم السلوكيات التي تمارس داخل الصف الدراسي ، ومن بين تلك القواعد التي يجدر بالمعلم أن يخطط لها و يمارسها مع تلاميذه ما يلي:
 احترام النظام المدرسي عامة.
 احترام وقت الحصة الدراسية بداية ونهاية.
 المحافظة على نظافة الصف الدراسي وتنظيمه.
 الاحترام المتبادل بين التلاميذ أنفسهم وبينهم وبين معلميهم.
 الاستئذان عند الرغبة في الخروج أو طرح السؤال ....
 حسن الاستماع أثناء الشرح والعرض.
 الالتزام بتعليمات المعلم فيما يتعلق بأداء الأنشطة والواجبات.
 العمل وفق قواعد المدرسة خارج الصف وداخله.
وحتى تحقق هذه القواعد و غيرها الغاية المنشودة منها، لا بد أن تصاغ بطريقة مناسبة، تساعد التلاميذ على تمثلها و النجاح في ممارستها، وأن تكون منطقية ومعقولة و ممكنة ،وأن تصاغ من وجهة نظر التلميذ، وبعبارات قصيرة
ومختصرة ومعبرة. لتسهم في إنجاح التفاعل الصفي وإنشاء علاقات صفية اجتماعية مناسبة، تجعل البيئة الصفية بيئة مستساغة، انسيابية مغرية للتعلم والنمو والتطور، و ضمانا لتمثلها واستيعابها لا بد من القيام بالممارسات الآتية:
 التذكير بها لفظيا.
 تعزيز ممارستها
 تعديل بعض الأخطاء إن ظهرت في ممارستها بعد مرور وقت من تقديمها و عرضها.
 استغلال الظروف و المواقف لتقويتها لدى التلاميذ.
هذا ما يخص القواعد، أما الإجراءات التي هي عبارة عن مجموعة من التوقعات الخاصة بإنجاز نشاط صفي معين، أكثر من كونها تهدف إلى منع سلوك غير مرغوب فيه، ومن بين هذه الإجراءات نذكر:
۞ إجراءات بدء الحصة:
 كتفقد الحضور و الاستفسار عن سبب الغياب.
 التعامل مع التلاميذ المتأخرين و توجيههم إلى عدم تكرار ذلك تحاشيا للفوضى وفوات الفائدة .
 ومنها أيضا إخراج الكتب و الأدوات و تحديد المطلوب ... الخ.
۞ إجراءات إنهاء الحصة:
 كتنظيف السبورة ، تنظيم المقاعد،
 إعادة المواد المستخدمة إلى أماكنها،
 توجيه التلاميذ إلى الطلاب في الحصة القادمة و كل ذلك في وقت مناسب يسبق قرع جرس انتهاء الحصة.
۞ إجراءات إثناء تأدية الأنشطة:
و هي إجراءات هامة تحدد للتلاميذ خط سيرهم في تنفيذ الأنشطة و آليات التنفيذ و الوقت المخصص له و ماذا بعد اﻹنجاز، ثم بيان أدوارهم في تنفيذ الأنشطة و أثناء شرح المعلم و ما إلى ذلك من إجراءات تسهم في تحقيق تعلم فعّال و جعله أكثر نشاطا و تنظيما و انسيابية.
مما سبق يمكن ملاحظة أن القواعد و التعليمات و الالتزام بها من المتغيرات المهمة في إدارة التعلم الصفي، و لذلك من مهمات المعلم الكفؤ أن يكون قادرا على إدارة التعلم الصفي الذي يراعي فيه التلاميذ الأنظمة و القواعد والتعليمات الصفية و طاعتها، و بذلك أصبح على المعلم الكفؤ أن يعي أساليب تدريب الطلبة على ممارسة المهمات التي يكون فيها الطالب ممتثلا للتعليمات والقواعد المجتمعية و المدرسية و الصفية، و أن تعد بمثابة دليل على تكيفه واستواء صحته النفسية و نموه الخلقي.
الدافعية و أساليب استثارتها.
∆ مفهوم الدافعية و أدلة وجودها:
تعد الدافعية مكونا رئيسا من مكونات إدارة البيئة الصفية ، إذ تسهم في تحسين بيئة التعلم و تحميس التلاميذ للتعلم و الانغماس فيه باستمرار يفضي إلى التقليل من مشاعر الملل و الإحباط ، بل يفضي إلى تجويد المخرجات النهائية للعملية التعلمية التعليمية.
و الدافعية بتعريف بسيط : هي وجود إحساس أو شعور معين يولد طاقة و رغبة لدى المتعلم تدفعه نحو التعلم ذي المعنى بانغماس و انشغال دائمين.
وقد يكون هذا الشعور داخلي و هو ما يسمى (بالدافعية الذاتية) و يمكن توليده بأساليب خارجية ، و يتوقف هذا على دور المعلم داخل الصف حين يقدم لتلاميذه ما يستثير مشاعرهم اﻹيجابية نحو التعلم الذي يلبي حاجاتهم الحقيقية و رغباتهم.
ويمكن الاستدلال على وجود دافعية للتعلم بالمظاهر التالية:
۩ مشاركة الطلبة اﻹيجابية و اندماجهم قي الموقف التعليمي.
۩ تحقيق نواتج تعلمية فاعلة في أقصر وقت ممكن.
۩ ظهور مشاعر إيجابية نحو الصف و الطلبة و سلوك التعاون.
۩ الرغبة في زيادة الوقت الذي يقضى في الصف.
۩ تطوير علاقات إيجابية مع الزملاء و المعلم.







∆ استراتيجيات إثارة الدافعية للتعلم:
لقد تضمن الأدب التربوي عددا من الاستراتيجيات و الأساليب الفاعلة لإثارة دافعية التلاميذ نحو التعلم منها:
⌂ ربط أهداف الدرس بالحاجات النفسية و الذهنية و الاجتماعية للمتعلم.
⌂ بناء أنشطة تعلمية مناسبة لقدرات التلاميذ و استعداداتهم.
⌂ التركيز على بناء أهداف التعلم الفردي و التعاوني.
⌂ تنويع الأساليب و الأنشطة التعلمية و الخبرات في الحصة الواحدة.
⌂ مشاركة التلاميذ في التخطيط لعملية التعلم حيث أمكن.
⌂ ربط النشاطات التعلمية بالمواقف العملية الحياتية.
⌂ التنويع و التحديث في بناء الأنشطة الصفية و تنفيذها.
⌂ مراعاة الفروق الفردية.
⌂ طرح الأسئلة السابرة و المثيرة للتفكير.
⌂ تغيير البيئة المادية داخل الصف.
⌂ تغيير نغمات الصوت و استخدام الإشارات و الإيماءات و الحركات اﻹيجابية.
⌂ استخدام أساليب التعزيز اﻹيجابي.
⌂ الحماسة و الموضوعية و الفاعلية في الأداء وفي التعامل مع التلاميذ.
⌂ التقمص الوجداني أي الشعور بمشاعر التلاميذ و مشاركتهم بانفعالاتهم و مشكلاتهم و مساعدتهم على معالجتها و تدريبهم على استيعابها.
إذ بتحقق هذه الاستراتيجيات و غيرها مما يسندها ويدّعمها يسمو التعلم إلى التعلم الفعّال ذي المعنى.



∆ السمات الشخصية للمعلم مثير الدافعية للتعلم:
أكدنا سابقا و ما زلنا نؤكد أن شخصية المعلم تلعب دورا بارزا و فاعلا في استثارة دافعية التلاميذ نحو التعلم و تحقيق مخرجاته المبتغاة ، و لعل أبرز السمات و الخصائص التي ينبغي أن يتمثلها المعلم لاستثارة الدافعية للتعلم هي:
© الجاذبية: أن يكون جاذبا لتلاميذه في كل فعالياته و أنشطته حريصا على الظهور بزي و أسلوب يليق به و يعزز مكانته لدى تلاميذه من جانب و يدفعهم للتفاعل معه و التزام تعليماته و تنفيذ نشاطاته و مهماته التعليميه من جانب آخر.
© العناية: وذلك بإعطاء الاهتمام للتلاميذ لدرجة تشعرهم بالأبوة، مع الأخذ بمبدأ التوازن الذي يبقي القيادة الصفية للمعلم.
© الحماس: إذ كلما زاد حماس المعلم اﻹيجابي في عطائه وتواصله وتفاعله كلما زاد من حماس تلاميذه و دافعيتهم للتعلم.
© الثقة: أي ثقة المعلم بتلاميذه و قدراتهم و إمكانياتهم للتعلم، وكذلك ثقة التلاميذ بمعلمهم و بأنه يثق بهم.
© الاحترام: فكلما كان المعلم مدركا لقيمة احترامه لتلاميذه، و كذلك احترام تلاميذه له، كلما جعل ذلك من شخصية المعلم شخصية دافعة نحو التعلم .







وختاماً
فإن المتتبع للدراسات التربوية الحديثة يقرأ اهتماما بالغا في مجال البيئة التعليمية التي تتم فيها عمليات التنشئة الاجتماعية و الثقافية و النفسية و المعرفية للطلبة، و قد يجول في خاطر بعض التربويين تساؤلات حول موجبات هذا الاهتمام المتزايد بالبيئات التعليمية ، و يمكن كمحاولة أولية للإجابة عن هذه التساؤلات القول : إن تعلم الطلبة في المجالين المعرفي و الانفعالي يرتبط ارتباطا قويا في النواتج التعليمية المعرفية و الانفعالية التي يحققها الطلبة و مثل هذا لا يستطيع أن يقوم به الفرد المتعلم أو المعلم بذاته في عزلة عن الآخرين ، فلا بد له من أن يتفاعل معهم معلمين و أقرانا ، فيحاورهم و يحاججهم و يشاركهم في المعاني التي ولدوها مما يؤدي به إلى تصويب المعنى الذي ولده و صقله ، على أن يتم ذلك كله في جو تحترم فيه الأفكار و يستمع إليها دون استخفاف و يشجع فيه طرح الأفكار الجديدة و مناقشتها و محاكماتها من غير تردد أو خشية الوقوع في الخطأ و يعني هذا القول:
إن التعلم عملية اجتماعية لا بد فيها من التشارك مع الآخرين و التعاون معهم في إطار جماعة المعلمين التي تتشكل أطيافها و مفاهيمها في بيئة تعليمية تربوية تتمثل سماتها و خصائصها في الآتي:
 أول هذه السمات أن تكون البيئة المادية للتعلم و التعليم مريحة ، جذابة ، مجهزة بالمصادر و الأدوات التعليمية التعلمية اللازمة ، و منظمة على نحو يتيح للطلبة و المعلمين فرص التعلم و التعليم الفردي و الزمري ، و يسهل لهم إنجاز المهمات التعليمية المختلفة التي يختارونها أو يوجهون إليها.
 تتصف البيئة اﻹيجابية الآمنة في كونها لا تسبب خوفا أو قلقا أو تهديدا للطالب أو المعلم على السواء، فلا يسمع فيها إلا قولا كريما ولا يرى إلا ابتسامة مشرقة مطمئنة، ولا يظلم طالبها في قول أو عمل، لا تجرح مشاعره ولا تخدش كرامته ، كما لا يتهيب من إبداء وجهة نظره و إسماع صوته، حتى وإن أدرك أن رأيه يختلف عن رأي زملائه أو معلمه، لا يتردد في طلب المساعدة من الآخرين أو في تقديم المساعدة لهم ، وفي مثل هذا الجو الآمن، تنمو الثقة بالنفس و الثقة بالآخرين و تتحقق منظومة التكامل المتوازن.

 ومن سمات البيئة اﻹيجابية أن تكون بيئة راعية للطلبة حريصة على تعلمهم و نمائهم ، و تكون كذلك إذا أبدى المعلم في تواصله مع طلابه و تفاعله معهم ما يوحي لهم بأنه مهتم بتعلمهم ، حريص على نجاحهم راغب في مساعدتهم على أن يسود الشعور ذاته بين الأقران أنفسهم.
 ومن صفات البيئة التعليمية الصفية الايجابية أيضا أنها تقوم على الضبط أو التسيير الذاتي، و يعني ذلك أن الطلبة أنفسهم في هذه البيئة يتعلمون ضبط سلوكهم و تصرفاتهم على نحو يسهل تعلمهم و نماءهم، فهم يتعلمون وعي سلوكهم و النتائج التي تترتب عليه مثلما يتعلمون أن يتحملوا نتائج هذا السلوك سواء كان تعليميا أم اجتماعيا بما يؤدي إلى تنمية شاملة.
 ومن الصفات الهامة التي أن تتصف بها البيئة التعليمية سيادة روح الزمالة بين المعلمين و اتجاهاتهم اﻹيجابية نحو التطوير الذاتي مهنيا و معرفيا بما ينعكس إيجابا على المؤسسة التعليمية بمحاورها و مرتكزاتها و مخرجاتها الاجتماعية والأكاديمية ، فيلتقي المعلمون في المباحث المختلفة و في المبحث الواحد من باب أولى ، يتبادلون الخبرة في إطار الزمالة التي تغلب عليها مصلحة الجماعة وتذوب فيها الفردية و الأنانية المقيتة .
 وأخيرا – من وجهة نظرنا – نرى أن البيئة الصفية و المدرسية اﻹيجابية الفاعلة يجب أن تتصف بالانفتاح على المجتمع المحلي ، واعتباره شريكا في تحقيق رسالة المدرسة و أهدافها التربوية ، حيث إن انفتاح المدرسة على المجتمع المحلي ينطوي على فوائد جمة ، فهو من ناحية ، يعمل على كسب تأييد المجتمع المحلي للرسالة و الإجراءات و النشاطات التي تقوم بها المدرسة لتجسيد هذه الرسالة في بيئتها، مما يشكل قوة أخلاقية تضغط على الطلبة للالتزام برسالة المدرسة واحترام قواعد العمل و السلوك فيها، ومن ناحية ثانية يوفر هذا الانفتاح مصادر و خبرات تربوية غنية تستطيع المدرسة استثمارها في إغناء بيئتها على نحو ينعكس إيجابيا على تعلم الطلبة ونمائهم ، وعلى التطوير المهني للمعلمين .
 
 
هديل المطيري ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق